البحث

يا عبد الله ياخويا سماح - محمد رشدى

مقال للناقد الفنى: طارق الشناوى بجريدة الدستور الأصلى بتاريخ 2-7-2010.

في حياتنا الغنائية أغنية استثنائية ربما لا يذكرها كثيرون وهي «يا عبدالله ياخويا سماح» التي كتبها «حسن أبو عتمان» ولحنها «بليغ حمدي» وغناها «محمد رشدي» قبل أكثر من 30 عاماً تقول كلماتها «يا عبدالله ياخويا سماح وسيبك م اللي عدي وراح.. تعالي نعيش أنا وأنت في دنيا كلها أفراح وسيبك م اللي عدي وراح» وهكذا لامست كلمات الأغنية الرغبة السياسية للتمهيد للسلام مع إسرائيل لأن «عبدالله» هو الإسرائيلي ؟!
كان «بليغ حمدي» صديقاً للرئيس «أنور السادات».. نعم الرئيس الراحل كان يعشق أغنيات «أم كلثوم» وصوت «فريد» وألحان «عبدالوهاب» إلا أنه مع «بليغ» شيء آخر.. «السادات» كما ذكر لي شقيق «بليغ» الأكبر «د. مرسي سعد الدين» متعه الله بالصحة كان دائماً ما يستدعي «بليغ حمدي» إلي بيته حتي قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية ويجلس الاثنان علي الأرض، ويبدأ «بليغ» الدندنة والعزف والغناء وكثيراً ما كان «السادات» يردد وراءه بعض المقاطع الغنائية وبالمناسبة «بليغ» واحد من أرق الأصوات وكثيراً ما استمعت لتسجيلاته لعدد من الأغنيات التي لحنها لأم كلثوم مثل «بعيد عنك»، «سيرة الحب»، «الحب كله».. وله تسجيل لأغنية عبدالحليم «تخونوه» حيث يجمعه «دويتو» مشترك لهذه الأغنية مع «وردة».. ربما لم تتحقق الشهرة ل«بليغ» في دنيا الغناء رغم أن بدايته كانت في عالم الطرب حيث غني لعدد من الملحنين لم يستطيعوا تحقيق شهرته مثل «فؤاد حلمي»، «عبدالعظيم محمد»، «رؤوف ذهني» إلا أنه تحققت له الشهرة بعد ذلك كملحن استثنائي في تاريخنا الغنائي كله .. «بليغ حمدي» مثل جموع المصريين عندما عقد «السادات» اتفاقية «كامب ديفيد» اعتقد أن الحروب قد انتهت وأننا سوف نسترد أرضنا وتحصل فلسطين علي حقوقها المشروعة وتعود الجولان إلي سوريا.. هذه هي الآمال التي ارتبطت بطريق السلام.. كان كل شيء في مصر يتغير حتي السلام الوطني من «والله زمان يا سلاحي» والذي تحمل كلماتها الدعوة إلي تحرير الأرض والذود عنها بقوة السلاح إلي التغني بحب البلد «بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي».. وزارة الحربية صار اسمها وزارة الدفاع.. هذه التفاصيل تؤكد أن هناك اتجاهاً سياسياً بخطوات واسعة للسلام.. كانت أحلام المصريين قد وصلت للذروة ترسم لهم ملامح قادمة للرخاء.. عبر عن ذلك «بليغ حمدي» بتلك الأغنية «يا عبدالله يا أخويا سماح» التي لم تقل شيئاً مباشراً، وأيضاً لم يطلب أحد أن يتم إعلان ما الذي توحي به كلمات الأغنية من نسيان كل ما حدث في الماضي مثل «سماح وأهل السماح حلوين.. تعالي نزرع البساتين» وهكذا منحت الأغنية ضوءاً أخضر لدعاوي السلام من خلال أجهزة الإعلام التي لم تتوقف عن إعادة بث الأغنية عشرات المرات.. كان كل شيء يتغير في مصر.. الفنانون الكبار مثل «بليغ حمدي» الذي كان يلحن لعبدالحليم وبكلمات محمد حمزة «فدائي فدائي أهدي العروبة دمائي وأموت أعيش ما يهمنيش وكفاية أشوف علم العروبة باقي».. والذي غني له «عبدالحليم حافظ» أيضاً في أعقاب هزيمة 67 رائعة عبدالرحمن الأبنودي «عدي النهار والمغربية جاية تتخفي ورا ظهر الشجر وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر».. واكبت هذه الأغنيات بداية حرب الاستنزاف و«بليغ» قدم أشهر أغاني الانتصار في 73 «علي الربابة بغني» بصوت «وردة» وشعر «عبدالرحيم منصور» وأقام داخل استوديوهات الإذاعة أثناء الحرب.. ثم صار عليه بعد عام 79 أن يغني للسلام مع إسرائيل؟!
لا يمكن أن نحيلها إلي تلك المعادلة وهي أن الفنان صوت للسلطة وليس أمامه أي بديل آخر وإلا سوف يتم قطع النور والكهرباء فهو لا يستطيع أن يتنفس إبداعياً إلا من خلال الدولة.. ولم يكن هناك فن مواز للدولة إلا فقط الثنائي «أحمد فؤاد نجم» و«الشيخ إمام» حيث يتم تداول الأغنيات علي أشرطة الكاسيت مع تعتيم إعلامي كامل ووقتها بالطبع لا يوجد فضائيات من الممكن أن تلقي بعض الضوء.. «بليغ» لم يحسبها من منطلق مصلحته أو اسمه الفني.. لا أتصور «بليغ حمدي» قد حسبها هكذا ولكنه مثله مثل ملايين من المصريين كان يري علي البعد رخاءً قادماً وبدأت أحلام اليقظة تداعب المصريين بأن كابوس الصراع العربي الإسرائيلي هو الذي استنفد مواردنا وأننا ندخل في معارك ليس من أجل حماية الأمن القومي المصري ولكننا نستنفد طاقتنا لتحرير فلسطين ولم يسع أحد لكي يوضح لنا أننا نسعي لتأمين حدودنا الشرقية والنغمة التي كانت سائدة وقتها هي أننا ندفع دماء أبنائنا الغالية من أجل فلسطين وصدق أغلب المصريين كل هذه الدعاوي.. إلا أننا في عز هذه الأحلام انطلق وعي الفنان المصري مؤكداً أن خط الدفاع يبدأ بالثقافة ولن يستسلم المبدع المصري.. كانت مصر هي أول دولة عربية تعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل ورغم ذلك انطلق صوت المعارضة من مصر أولاً ليتحول إلي حائط صد لكل النقابات الفنية.. أقول ذلك بعد أن تعددت الآن الاختراقات وأصبحت سياستنا الثقافية «الباب الموارب».. كان موقفاً لا ينسي عندما تقرر عام 1980 إقامة جناح لإسرائيل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. الشاعر الكبير «صلاح عبدالصبور» رئيس هيئة الكتاب وقتها لم يكن يريد أن يسمح بالمعرض ولكن في الوقت نفسه كان يعلم أنه لو رفض سوف يفقد منصبه.. والرئيس «السادات» كان في مثل هذه الأمور لا يتمتع بأي قدر من المرونة وهكذا أثناء مفاوضات السلام مع إسرائيل استبدل وزيري الخارجية حتي يصل إلي توقيع الاتفاقية، ومن السهل في هذه الحالة أن يضحي برئيس هيئة الكتاب ويتم تغييره فسوف يجد «السادات» أكثر من مثقف يوافق علي إقامة المعرض.. أراد «صلاح عبدالصبور» أن يحافظ علي موقفه السياسي الرافض لإسرائيل علي ألا يؤدي ذلك لأن يفقد منصبه وبدأ في التأكيد علي أن هناك خطأ شكلياً فقط حال دون اشتراك إسرائيل في المعرض؛ لأنها تقدمت بعد الموعد النهائي ولكن جاء قرار «السادات» قاطعاً بضرورة اشتراك إسرائيل بالمعرض، ولم تهدأ الثورة ضد هذا القرار وقامت السينما التسجيلية بتصوير هذا الحدث في فيلم قام بتوثيقة المخرج الراحل «حسام علي».. ولم تتوقف المحاولات لاختراق الصف إلا أن الصورة العامة هي أن هناك موقفاً مشتركاً وهو لا لأي وجود إسرائيلي من خلال باب الثقافة.. ومن تحمس في لحظة ما عاد مرة أخري وأعاد التفكير.. باقي حكاية «بليغ حمدي».. هذا الموسيقار العبقري تعرض إلي وشاية قاتلة عام 86 تناقلتها الصحف باسم فضيحة «سميرة مليان» وهي فتاة مغربية حسناء ألقت بنفسها عارية من منزله في الطابق الثالث في حي المهندسين.. وانتهت القضية إلي حكم يقضي بعقوبة السجن لمدة عام بتهمة تسهيل دعارة.. وقبل إصدار الحكم كان «بليغ» قد عرف فحواه وسافر خارج الوطن وتكالبت عليه الأمراض وأصابت كبده وعاد إلي مصر عام 91 قبل رحيله بعامين وحاول أن يصمد إبداعياً وشخصياً ولكن سنوات الغربة أخذت الكثير من «بليغ حمدي» الذي عرفناه.. «بليغ» لا يطيق القيود يسافر في أي لحظة ولهذا كانت العقوبة بالسجن بالنسبة له هي الموت.. إلا أنه لا يطيق الهجرة فهو عاشق للوطن عندما يسافر بعيداً عنه يشعر بالحنين إليه ويسرع عائداً إليه في أي لحظة، ولهذا كانت سنوات الغربة التي قضاها ما بين لندن وباريس عقاباً قاسياً لم يستطع أن يعود إلي وطنه إلا بعد تدخل الرئيس «مبارك» وتم استقباله شعبياً بمطار القاهرة حيث حرص عشرات من الأصدقاء أن ينتظروه، وجاءت التعليمات لوزير الداخلية الأسبق «عبدالحليم موسي» بأن يعود «بليغ» إلي بيته حتي يتم مثوله أمام المحكمة، في اليوم التالي حصل علي البراءة ولكن المرض كان قد تمكن منه ولم يجد علاجه إلا في مستشفي في «تل أبيب» عرضوا عليه اجراء عملية جراحية هناك جاءت إجابته قاطعة «ما الذي أقوله لشقيقي الشهيد صلاح الذي دفع دماءه ثمناً لتحرير الأرض في 73» ورفض وانتظر الموت في القاهرة!!
لماذا أروي الآن هذه الحكاية التي أكدها لي صديق «بليغ» الأقرب الإذاعي «وجدي الحكيم»؟! لأننا كثيراً ما نستمع إلي من يقول: ولماذا لا نفتح الباب لإسرائيل لتعرض الأعمال الفنية التي تنتقد الصلف الإسرائيلي؟! الجانب الإيجابي منها هو أننا ندعم الذين يؤيدون السلام ويرفضون الحرب ويتناسي هؤلاء أننا لا نملك في مواجهة إسرائيل الآن إلا سلاحاً واحداً وهو الوقوف ضد التطبيع الثقافي.. مهما صدروا لنا أحلاماً كاذبة أن السلام يحمل آمالاً مشرقة، تذكروا دائماً أن «بليغ حمدي» الذي تغني بعد اتفاقية السلام قائلاً «يا عبدالله يا خويا سماح» هو نفسه الذي قال لا لن أذهب للعلاج في تل أبيب ما الذي أقوله لشقيقي الشهيد «صلاح»!!


بودعك

الموسيقار بليغ حمدى مع الفنانة وردة

كتب: مى منصور
يعرف الجميع قضية «سميره مليان« الفضيحه التى هزت مصر عام1984 وتحولت إلى قضية رأى عام حكم على بليغ حمدى فيها بالسجن، واضطر الى قضاء سنوات مريره فى الغربه الى ان ثبتت برائته فى النقض لكن بعد ان دمرته التجربه نفسياً وبدنياً وقضت التغريبه على تألقه الفنى وفيضانه الإبداعى.
كثيرون لا يعرفون ان القاضى الذى حكم على بليغ حمدى بالسجن
_بعد ان قام بتوصيف القضيه على انها تسهيل دعارة وفجور فى مخالفة صارخه لما حصل فعلاً _كان قاضيا إخوانياً بإمتياز وينتمى للجماعه الشهيرة بلا مواربة، اذ كان احد أنجال مرشد الجماعه السابق المعروف المستشار حسن الهضيبى! وتعامل القاضى مع القضيه من أرضيه دينية منطلقاً من مواقف الاخوان الثابتة الرافضة للفن الناظرة الى اهله بريبه ولا هم لهم إلا إفساد الأخلاق وإلهاء الناس ونشر الرذائل.
اما عن موقف ورد
ة من القضية فكان محسوماً بعد ان عرفت الحقيقة بتفاصيلها من (صباح) مديرة منزل بليغ التى رأت كل تفاصيل الليلة المشئومة واصبحت فيما بعد مساعدة لوردة وعاشت معها فى بيتها بعد رحيل بليغ.
من صباح عرفت
أن بليغ يومها كان يستضيف وزير التجارة المغربى ورئيس هيئة المطارات ف المغرب وزوجتيهما، الدعوة كانت موجهه الى اقرب الاصدقاء وكانت وردة واحده من المدعوين ولكن لم تتح لها الظروف الحضور، وكانت السهره عادية وكل شئ على ما يرام الى ان فوجئت صباح بمن يدق الباب ووجدته صديقاً خليجياً لبليغ ومعه المطربة سميرة مليان،تركها الصديق وإنصرف لإرتباطه بموعد على ان يمر ليأخذها فيما بعد، دخلت صباح لتخبر بليغ فطلب منها ان تعتذر للضيفة غير المرغوب فيها ولكن سميرة مليان رجت صباح البقاء على وعد بألا تسبب اى إزعاج، ثم عاد الصديق الخليجى ومعه شاعرة جزائرية ودخل ليجلس مع بليغ وضيوفه وهو الامر الذى استفذ سميرة واعتبرته جرحا لكرامتها كأنثى فأنهارت واصابتها حالة من الهياج العصبى والغضب الشديد ودخلت الى حيث يجلسون وبدأت فى الإتيان بتصرفات إنتقاميه من صديقها ففسدت السهرة وإنصرف الضيوف ودخل بليغ لينام، وبقيت سميره مع صباح وهى فى حاله عصبيه فألتقته صباح بصديق سميحه ساخطة وقالت له: "تعالى خد المصيبة هدى من هنا" وعاد الصديق ونشبت بينهم مشاجرة ساخنة انتهت بأن ألقت سميرة نفسها من الشباك، واستيقظ بليغ على الضجة وإرتبك من الموقف ولم يكن يعرف كيف يتصرف فى تلك المصيبه ورحل على باريس، وكانت وردة واثقه تمام الثقة من براءة بليغ وانه كان نائم وقت الحادث، وذهبت لتزوره اكثر من مره فى باريس وكان يكلمها ويعرض عليها آخر الحانه وتغنيها له مثل اغنية «بودعك»، وكانت وزارة الداخليه فى ذات الوقت بقيادة اللواء ذكى بدر تطلب من وردة الغناء فى عيد الشرطة ولكن ورده رفضت تماما الى أن اخذت وعد من وزارة الداخليه بألا يضعوا بليغ فى السجن والا يقبضو عليه فى مطار القاهرة، ووفت الداخليه بوعدها حتى بعد إقالة ذكى بدر المفاجئة فى ذلك الوقت! وعاد بليغ من بيته إلى المطار وذهب فى الصباح الى المحكمه حيث حصل على البراءة عام 1989.
و
أول شئ فعله بعد خروجه من المحكمة هو زيارة وردة فى بيتها، ظلت ورده هى حبه الكبير وهو حبها الأول والأخير ولم تتزوج بعده، وبعد أن علمت بخبر مرضه بسرطان الكبد ذهبت لتمكث معه فى مستشفى كليوباترا وقامت هى بدور الممرضه وانهارت عند رحيل بليغ حمدى.

باريس - وردة

بليغ حمدى مع عبد الرحيم منصور
تحوى هذه الأغنية على مفارقتين يتعلق كل منهما بالمؤلف والملحن 
أغنية باريس غنتها وردة فى فيلم آه يا ليل يا زمن عام 1977 بكلمات الشاعر عبد الرحيم منصور وألحان الموسيقار بليغ حمدى
أولى المفارقات كانت تتعلق بالمؤلف الشاعر عبد الرحيم منصور الذى تميزت كل أشعاره وغنائياته بتصاوير وألفاظ لغة الجنوب والصعيد وسحرهم شديد الخصوصية، فلم أتخيل ان يكتب الشاعر القنائى أغنية عن عاصمة فرنسا «باريس» خصوصاً مع الفرنسية الفخيمة لنطق باريس وبعض العبارات الفرنسية داخل الكلمات بآداء الجزائرية الراحلة وردة، لكنك ما أن تدقق فى الكلمات ستجد عبد الرحيم منصور يقف أمامك بتصاويره وألفاظه المعروفة
المفارقة الثانية ترتبط بالملحن الموسيقار بليغ حمدى الذى لحن هذه الأغنية لعاصمة فرنسا ولم يكن يتصور أنه سيلجأ لباريس بعد سنوات من هذا اللحن، بعد قضية ملفقة له بقتل الفنانة سميرة مليان وبعدما قتلته الصحافة معنوياً بملاحقته بالإتهامات التى وصلت لأتهامه بإدارة منزله للدعارة
مكث بليغ فى باريس خمسة سنوات هى الأسوء فى عمره رأى فيها كيف يعامل الفنان فى باريس وكيف يعامل فى القاهرة ولحن بليغ فى منفاه أغنيات تميزت بحنينه لمصر والحزن العميق، فكل ما كان يشغل باله هو العودة لمصر حتى أنه رفض عرض بمنحه الجنسية المغربية من الملك حسين الثانى وعاد بليغ لمصر قبل حكم النقض الذى قضى ببرائته لكن بعدما خطت الغربة خطوطاً من الأسى والظلم والمرض على وجه الموسيقار الكبير
«جينا داوينا الجرح فى باريس» 

أم البطل - شريفة فاضل

صورة من حرب أكتوبر  1973
 أثناء حرب أكتوبر فوجئ الإعلامى وجدى الحكيم بالفنانة شريفة فاضل بملابس الحداد ومعها الشاعرة نبيلة قنديل ومعهما أغنية بعنوان «أم البطل» فتعجب الحكيم ألا أنه أمام إصرارها فتح لها الأستوديوهات وسجلت أغنية من أصدق ما كتب عن أمهات الأبطال وحققت الأغنية نجاحاً واسعاً وقتها.
الجدير بالذكر أن الفنانة شريفة فاضل قد أستشهد أبنها الأكبر السيد بدير فى المعارك فترفعت عن حزنها الشخصى لمستوى الحدث القومى وقتها وسجلت الأغنية بملابس الحداد، وعن هذه الأغنية تقول شريفة فاضل:
«أنا التي فكرت في الأغنية ليس عن ابني فقط ولكن تعبيراً عن مشاعر وآلام كل الأمهات المصريات والعرب اللاتي فقدن أبناءهن وهم في عمر الزهور في الحرب وقدمتها بصدق شديد دون افتعال ولأن ما يخرج من القلب لابد وأن يصل للقلب فنجحت الأغنية بهذا الشكل الكبير «

خلى السلاح صاحى - احمد شفيق كامل

خلى السلاح صاحى صاحى صاحى
لو نامت الدنيا صاحى مع سلاحى
سلاحى فى ايديا نهار وليل صاحى
ينادي يا ثوار عدونا غدار
خلى السلاح السلاح صاحى صاحى

 غناء عبد الحليم حافظ - عام 1973

قطر السفر - محمد حمام


تذكرت الشاعر عبد الرحيم منصور اليوم عندما نوهت صفحته الرسمية عن إحتفالها لأول مرة بذكرى ميلاده 15-6-1942 ذلك التاريخ الذى للأسف لم يكن معروفاً من قبل.
عادنى ذكرى ميلاد الشاعر لكتاب "من صندوق الموسيقى" للشاعر مجدى نجيب رفيق رحلته وصديقه، إلتقطت الكتاب لأعيد قراءة الفقرات الخاصة بذكريات الشاعرين معاً، ذلك الكتاب الذى رسم لى ملامح شخصية الشاعر القنائى الذى ردد غنائياته مطربى ومطربات مصر والعالم العربى فى ستينات وسبعينيات وثماننيات القرن الماضى ويتكفل الفنان محمد منير بغناء أشعاره حتى الآن!
لم تتغير رسمى لملامح شخصية عبد الرحيم من كتاب مجدى نجيب عن تلك الصورة التى رسمتها للى غنائياته، وقد إخترت هذا الملمح من شخصيته وتلك الأغنية من كتاباته لترسم لنا جزء من شخصية الشاعر عبد الرحيم منصور الذى سيكون له معنا لقاءات كثيرة مستقبلاً.
كتب مجدى نجيب فى كتابه "من صندوق الموسيقى" عن عبد الرحيم منصور:
«يتذكر أنه على موعد قد يفوته ، فيبدأ قلبه يدق بسرعة ويحاول التغلب على حالته بمصمصة شفته السفلى لكى :يمنح نفسه فرصة للتفكير ، فأراه شاردا ، فأسأله مالك؟
يتركنى دون كلمة .. ويذهب إلى محطة القطار للرحيل ناحية الجنوب متخيلاً فتاة بملابسها المدرسية تنتظره بلهفة على رصيف محطة المنيا ولكنه لا يجدها .. فيعود إلى باكياً بعد أن كتبت إليه: كل الشعراء بلا عناوين .. يتعلقون بالوهم ، ويتلذذون بمضغ الألم واحتساء عصير وجع القلب.
وكان يتخيل أنها قد تركت له هذه الرسالة وغيرها عند بائع الجرائد فى محطة القطار ، ويظل يعيش على أمل لقائها ، فيعود مرة أخرى ليحكى لى عن ضفيرة شعرها التى ترقص عندما يداعبها النسيم .. وعن نظرتها التى تلتقطه من وسط الجميع لكى يحل ضيفأ حبيباً إلى قلبها كنت فى كثير من الأحيان أتأكد بأنه يحاول البحث عن حبيبة لا يعرفها .. ولكنه كان دائم الإصرار على وجودها والتلذذ بالعذاب .. ويتوهم أنها قد غادرت محطة القطار قبل وصوله«!

متحسبوش يا بنات -صلاح جاهين

متحسبوش يا بنات أن الجواز راحة
و متزعلوش يا بنات أن قولنا بصراحة
أن الجواز عمره ما كان عمره ما كان راحة
قولوا لنا يا نصاح
مين فى الحياة مرتاح
حتى الحمام اللى طاير
عنده تعب فى الجناح
حلم السعادة الجميل
من منبعه السلسبيل
ميهموش لو يسيل
على صخر أو تفاح
ومهما نتعب نقول
تعب الحبيب راحة
متحسبوش يا بنات أن الجواز راحة
و متزعلوش يا بنات أن قولنا بصراحة
أن الجواز عمره ما كان عمره ما كان راحة
مهما تقولوا لنا عليه
رجلينا رايحة اليه
و اللى يحب الحلاوة
لابد يرجع اليه
لا بد من بعض نار
ونص درهم مرار
ولما ييجوا الصغار
القلب ترقص عنيه
ومهما نتعب نقول
تعب الحبيب راحة
متحسبوش يا بنات أن الجواز راحة
و متزعلوش يا بنات أن قولنا بصراحة
أن الجواز عمره ما كان عمره ما كان راحة

غناء: فرقة المصريين - البوم "بحبك لا" 1977

مصر نعمة ربنا - غناء شادية

لقطة نادرة من مشهد إغتيال السادات
يوم 8 أكتوبر من عام 1981 أستمع المصريون عبر الإذاعة لمقدمة موسيقية حزينة يصاحبها غناء جنائزى للكورس ثم صوت شادية يؤكد ان «مصر عاشت قبلنا .. مصر باقية بعدنا».
كان هذا بعد يومان فقط من مشهد إغتيال الرئيس المصرى السابق أنور السادات فى إحتفالات نصر أكتوبر عام  1981.
كانت الدهشة تلف المجتمع المصرى ككل حتى هؤلاء من لم يتفقوا على سياساته فى الشأن الداخلى والخارجى لم يتمنوا للرجل إغتياله وسط رجاله على يد جهاديين لهم أفكار مريبة وطرق دموية لتطبيقها.
ذهبت شادية للإذاعة بعد يومان من الحادث لتسجيل الأغنية فى مبنى الإذاعة (كان تحت حراسة الجيش وقتها بعد محاولات من منفذى العملية للسيطرة عليه) ومعها لحن حزين جنائزى وكلمات للشاعر عبد الفتاح مصطفى تترك رسالة واضحة بعد فوضى وترقب وخوف وضبابية من مشهد المنصة.
• الأغنية نادرة والإذاعة لا تبثها إلا قليلاً جداً.