البحث

الحدود - فرقة الأصدقاء

القاهرة -  مصر
 عرف المصريون لعصور طويلة بتعلقهم الشديد بالوطن، وخوفهم المفرط من الغربة، المصريين أبناء الفرعونى "سنوحى" وقصته الشهيرة، وسجل التاريخ إرتكاز المصريين فى وادى النيل لعقود طويلة لم يبرحوه.
ولأسباب عديدة بدأ المصريين يتخلون عن هذا الخوف تدريجياً وتزامن هذا مع إنفجار آبار البترول فى الخليج وأزدياد فرص العمل هناك وتفشى البطالة واليأس ونكسة 67 فى الداخل فبدا الهجرة والسفر حلم نحو حياة أفضل لن توفرها لهم الدولة. وبدأت الأسراب المصرية تهاجر منذ السبعينيات صوب الخليج وبعض دول أوروبا وحتى الآن!
فى هذه الأغنية الصادرة فى الثمانينات فى ألبوم لفرفة الأصدقاء يسجل الشاعر عمر بطيشة لحظات إقلاع طائرة السفر وفراق البلد التى تركت داخل ثنايا عقول ابنائها ذكريات لن يمحوها حلم السفر.

يامة بناديلك - زين صافى


نجيب سرور
كان الشاعر الراحل نجيب سرور بكتباته وحياته نفسها تسجيل حقيقى وصادق لفترة الستينات والنكسة والسبعينيات من القرن الماضى، فها هو الشاعر المثير للجدل الذى حقق نجاحات فى الستينيات من خلاله مسرحياته المستوحاة من التراث المصرى كـ «ياسين وبهية» و«منين أجيب ناس» و«قولوا لعين الشمس»، استيقظ مع من أستيقظوا على نكسة ألمت بالبلاد فجرت بداخله التمرد الذى تعرف عليه وهو طفل شاهد على الإقطاعيين وحياة البؤس والشقاء للفلاحين، استيقظ سرور ومعه الكثيرون ليس فقط على هزيمة عسكرية ولكن ايضاً على غرق المجتمع المصرى فى أنظمته الفاشية، فهو خرج عن خطوط وضعتها السلطة ورسمت حدودها بالأسوار، فسرور نزيل معتقلات صلاح نصر كتب: «بينى وبينك سور ورا سور.. وأنا لا مارد ولا عصفور».
زادت صدامات سرور بالأجهزة الأمنية بعدما قرر تخطى الأسوار، ففصل من العمل وعاش حياة التشرد والتشرذم وإيداعه مستشفى المجانين وحجبت بالطبع أعماله، وأصطدم سرور أيضاً بمجتمع حصنه النظام بالآفاقين والمدعيين، فكان لهذا كله كتب سرور هجائيته الشهيرة: الكس أميات الذى رأى النقاد أنها اقل أعماله من الناحية الفنية لكنها كانت أشبه بصرخات عصبية تتوافق تماماً مع تلك طبيعة تلك الفترة وبالطبع لم تصدر تلك الهجائية ألا من خلال مقاطع بصوت نشرها على شبكة الإنترنت فى التسعينات أبنه شهدى قبل أن تلاحقه الأجهزة الأمنية.
قلت أن سرور خير تجسيد لفترة الستينيات والسبعينيات ففضح سرور الأجهزة الأمنية والسلطات والمجتمع فى كتاباته بينما وصفت حياته وما تعرض له الطبيعة القاسية لهذه الأنظمة من تعذيب وحجب وتشريد وإتهام بالجنون.