البحث

موال النهار - عبد الرحمن الابنودى

عدّى النهار
و المغربية جايّة
تتخفّى ورا ضهر الشجر
و عشان نتوه في السكة
شالِت من ليالينا القمر
و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرش يدفع مهرها
يا هل ترى الليل الحزين
أبو النجوم الدبلانين
أبو الغناوي المجروحين
يقدر ينسّيها
الصباح
أبو شمس بترش الحنين؟
أبداً..
بلدنا ليل نهار
بتحب موّال النهار
لما يعدّي في الدروب
و يغنّي قدّام كل دار
و الليل يلف ورا السواقي
زي ما يلف الزمان
و على النغم
تحلم بلدنا
بالسنابل والكيزان
تحلم ببكره
و اللي حيجيبه معاه
تنده عليه في الضلمة
و بتسمع نداه
تصحى له من قبل الأدان
تروح تقابله في الغيطان
في المتاجر و المصانع.. والمعامل
و المدارس.. والساحات
طالعة له صحبة
جنود
طالعة له رجال..
أطفال.. بنات
كل الدروب واخدة بلدنا للنهار
و احنا بلدنا ليل نهار
بتحب موال النهار
لما يعدي في الدروب
و يغني قدّام كل دار

غناء: عبد الحليم حافظ - عام 1967
تعليق المدونة
وجدت أن أفضل ما يقال عن أغنية "عدى النهار- موال النهار" هو ما كتبه مؤلفها نفسه!
يتذكر الأبنودى بعد هزيمة 1967:
كانت ليلة لا تنسي ومازلت أتذكرها وارددها دائما فعقب أحداث نكسة 1967 كانت الحسرة تشق الصدور وكنت يومها في شقة عبد الحليم مع كمال الطويل ومجدي العمروسي وبليغ حمدي نستمع بألم وحسرة لكلام عبد الناصر الذي أصابنا بالصدمة عندما أعلن يومها التنحي.
ويضيف: بمجرد سماعنا للخبر لم ننتظر للنهاية بل انفجرنا كلنا في بكاء مرير وأصوات تتمزق حسرة بل أن بليغ حمدي فقد وعيه واخذ يصرخ كمن يسير في جنازة وهو يردد بآسي ولوعة آه يا مصر ويضرب بيديه علي الأرض بينما علق كمال الطويل وهو يضع يديه في جيبه قائلا ايه المسخرة دي، أما عبد الحليم فاخذ يردد بصوت عالي هنعمل ايه يا أخوانا ثم اقترح أن نذهب لعبد الناصر لنقنعه أن يرجع عن قرار تنحيه، وبالفعل نزلنا إلي الشارع متجهين إلي منزل عبد الناصر واذا بنا نفاجأ بأن سيارتنا قد غاصت في بحر من البشر المتدفق من كل مكان تهتف لعبد الناصر ألا يتنحى، ووقفنا بالسيارة لا نستطيع التحرك إلي أن استطاع سائق عبد الحليم أن يخرج بنا من منفذ لنعود منكسرين لا ينظر احدنا للاخر وتفرقنا كل إلي بيته.
بعدها اتصل بي عبد الحليم وقال: ايه يا عبد الرحمن ألا تعرف أننا متهمان بالترويج للنكسة ، هل سنظل صامتين هكذا ؟
أجبت : اسمع يا حليم مصر هزمت وأي أغنية تخرج للناس الآن دون أن تعترف بالهزيمة سوف تثير سخرية الأمة العربية كلها. قال : عاملي مناضل تدخل السجن وتخرج من السجن وحين احتاج إلي نضالك تهرب اكتب يا أخي وبعدين نناضل .
ساعتها أخرجت له من جيبي "عدي النهار" فصمت بعمق ثم اتصل ببليغ حمدي وطلب منه أن يأتيه على الفور وهكذا ولدت "عدي النهار" التي وزعها الراحل عبدالحليم نويرة"، واعتبرها الأغنية الوحيدة التي اعترفت بالنكسة أو الهزيمة في بلادنا.